‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع إسلامية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع إسلامية. إظهار كافة الرسائل

حكم الإحتقال بالكريسمس (السنة الميلادية الجديدة)


الصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأنّ الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أنّ السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه.

ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنّهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال عليه الصلاة والسلام: «أنا فرطكم على الحوض؛ وليُرفعن إليَّ رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب! أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». وفي رواية: «فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي».
 
ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم اتِّباع أعداء الله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإنّ المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلاّ من رحم الله تعالى حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج.

الزواج في الإسلام..و الزواج الإسلامي

 
الزواج
للشيخ / محمد بن صالح العثيمين
ص -3- بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نتوب اليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا عبده و رسوله صلي الله على اله وأصحابه و سلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإنني مسرور بما تيسر لي من المشاركة في الموسم الثقافي للمحاضرات في كليتي الشريعة و اللغة العربية بالقصيم1 لما ارجوه من الفائدة التي تحصل لي و لمن سمع محاضراتي أو قرأها إن شاء الله تعالى و اسأل الله تعالى أن يجعل عملنا جميعا خالصا لوجهه موافقا لمرضاته.
و لكنني أحب أن أقدم كلمة قبل الدخول في صميم المحاضرة تكون مناسبة – إن شاء الله – و هي أنكم تعرفون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كان ذلك في ليلة الثلاثاء 7/3/1398.



ص -4- أيها الاخوة.. و أيها المشايخ إن الإسلام في عصرنا هذا محارب من جهات متعددة.
1- من جهة الأفكار، من جهة الأخلاق، من جهة العقائد.
و أنه كلما شنت الغارات وقويت فانه يجب أن يكون لها مضاد يقابلها بل يكون اعلي منها فإذا لم يكن ذلك فان معناه القضاء على الإسلام.
وهذا أمر في أعناق أهل العلم و أهل الدين، يجب عليهم أن يبذلوا الجهد ما استطاعوا بان يمنعوا هذه التيارات التي جاءتنا من كل جانب و التي أصبح الإنسان فيها بل الحليم حيران لا يدري كيف يتصرف؟
ولقد كنا نسمع كثيرا إن أعداء المسلمين يقولون: انه يجب التركيز على – المملكة العربية السعودية – لكونها مهد الإسلام و قبلة المسلمين و قدوتهم، ولهذا تجدهم يشنون الغارات الشرسة و المكايد المحكمة و يكرسون جهودهم لحرب هذه المملكة و إذا لم يقم أهل هذه المملكة من



ص -5- علماء ومن مخلصين بإيصاد الباب أما هؤلاء و سوف يجوسون خلال الديار و سوف تجدون أمورا تنكرونها غاية الإنكار.
و الذي يجب علينا أمام هذه التيارات أيها الاخوة هو:
1- توحيد الدعوة
2-توحيد الجهد
3-الا نجعل بيننا مكانا لموطئ قدم من الأعداء
و لكني أقول بالحقيقة أننا نعمل على ذلك كل منا كأنما يعمل وحده لا نجد اثنين الا ما شاء الله على هدف واحد أو بعبارة اصح على طريق واحد و إن كان الهدف متحدا.
لذلك أرى أن من واجب علماء هذه المملكة سواء في الرياض أو في الحجاز أو في القصيم أو في غيرها من مناطق المملكة إن يجتمعوا على كلمة واحدة و أن يدرسوا الموضوع بجد لأنه خطير فيما أرى، يدرسوه دراسة



ص -6- وافية لا فيما يتصل بوسائل الإعلام و لا فيما يتصل بوسائل الثقافة و مناهج المدارس و مقرراتها و لا فيما يكون بين عامة الناس من الانحراف و الانصراف عن أصول دينهم و فروعه.
و نحن نجد كثيرا من طلاب العلم مشغولون بغير ما هم مكلفون به بطلب الدنيا و الإقبال عليها و الالتفاف حولها و هذا في الحقيقة يضعف دعوتهم إلي الخير، يضعف قبولها أمام العامة أيضا فان لسلوك العالم خطرا بالغا في تأثيره على من حوله فإذا كان العامة لا يجدون من أهل العلم الا التكالب على الدنيا كما يتكالب عليها السوقة من عامة الناس فإنهم لن يثقون أبدا بما عندهم من الإرشادات و العلوم.
كذلك أيها الاخوة بالنسبة لولاة الأمور يجب علينا مناصحتهم لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة" ثلاثة مرات قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال: "لله و لكتابه



ص -7- و لرسوله و لائمة المسلمين و عامتهم"1 .
فالواجب علينا مناصحة ولاة الأمور و الا نعتمد على رجل أو رجلين أو ثلاثة أو أربعة، يناصحون ولاة الأمور، فولاة الأمور إذا كثر ناصحوهم و عرفوا الحق من كل جانب و جاءتهم النصيحة من كل وجه فإنهم لا بد أن يلتفتوا إلي ذلك و أن يسلكوا المنهج الذي نسال الله تعالى أن يوفقهم له، وهو منهج النبي صلي الله عليه وسلم ظاهرا و باطنا.
كذلك بالنسبة للعامة نجد أكثر المساجد – مع الأسف – غالب أئمتها جهال ولا يرشدون و لا ينصحون لا يتكلمون و كان الناس قبل وقتنا الحاضر و قبل أن تفتح عليهم الدنيا، يأخذ إمامهم و أن لم يكن من طلبة العلم بعض الكتب المعتمدة، فيقرؤها على المصلين و ينتفعون بها، أما اليوم فغالب المساجد لا يقرا فيها شئ و لا يوجه الإمام


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه مسلم كتاب الإيمان باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون رقم 55.



ص -8- جماعته إلي ما ينفعهم و لهذا تجد عزوف العامة عن المسائل الدينية كثيرا جدا و هذا كله بتقصير من أهل العلم و بتقصير ممن يهمهم هذا الأمر، فعلينا أيها الاخوة إن نجتمع و أن نوحد جهودنا و أن نناصح ولاة أمورنا و أن نبذل الجهد في نصح عامة المسلمين في المساجد و الطرقات و غيرها ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
و شئ آخر مهم جدا وهو العزلة بين الشباب و الشيوخ هذه العزلة التي أصبح الشباب فيها حيران لا يهتدون سبيلا كل هذا في الحقيقة من تقصير كبار السن وعدم التفات بعضهم إلي الشباب مطلقا حتى إنهم لا يصغون لهم وان قالوا رشدا و هذا من الخطأ فالواجب علينا أن نكون مع هؤلاء الشباب وان ننظر ما هم عليه و أن نلاحظ ما حولهم مما يؤثر عليهم و ما السبب الذي أوجب لهم هذا العزوف و الانصراف عن الإقبال على دينهم ؟ حتى إذا عرفنا الداء أمكننا أن نقوم بإعطاء الدواء.
و أما كوننا إذا سمعنا ما لا ينبغي عن بعضهم أعرضنا عن



ص -9- الجميع ثم نبذناهم و جعلنا نسبهم في كل مكان و لا نبالي بشأنهم و ننظر إليهم بعين الاحتقار فهذا مما يوجب الشر العظيم من بعد الشباب عن الشيوخ و عن أهل العلم و الدين حتى تقودهم الشياطين إلي ما تريد.
فعلينا أيها الاخوة أن نراعي هذه المسالة الخطير وان نلقي لها بالا و نحسب لها حسابا.
و على المدرسين خصوصا: أن يجتهدوا في تثقيف الطلبة تثقيفا دينيا و أن يرغبوهم فيما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وأن يبصروهم بالدين على حقيقته و أن يكشفوا لهم الأحكام الشرعية كشفا واضحا مع بيان أسرار الشريعة وحكمتها لأني أري أن التعليم و لا سيما الجامعي فيه بعض النقص و ذلك أن بعض المدرسين يلقي الدرس جافا أي إنهم "لا يبينون للطلبة دليل حكم المسالة و لا حكمته" و واقع المؤمن أن ينقاد إلي أمر الله و رسوله سواء علم الحكمة أم لا. قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}



ص -10- [الأحزاب- 36] ولكنه إذا عرف الحكمة ازداد اطمئنانا و تطبيقا ورغبة في الشريعة و لهذا أحث إخواني المدرسين على أن يلقوا العلم إلي الطلبة دسما حيا محركا للقلوب مهذبا للنفوس ينشرح به الصدر و تطمئن اليه النفس.
و الآن ارجع إلي صميم المحاضرة:
لقد كان موضوع محاضرتي هذه"عقد النكاح و آثاره و ما يترتب عليه و غير ذلك من بعض ما يتعلق به".
و اخترت هذا الموضوع لأهميته و جهل كثير من الناس بكثير من أحكامه، ولما يتصل به من المشكلات الاجتماعية التي يتمنى كل مخلص و ناصح لدينه و أمته أن ييسر حلها، فان المشكلات كلما طرقت و ألقيت الأضواء عليها تيسر حلها و إذا تناساها الناس و أغمضوا عيونهم بقيت كما هي أو زادت غموضا و إشكالا.
وقد عقدت لهذا الموضوع عشرة فصول:
الفصل الاول: في معنى النكاح لغة وشرعا.
الفصل الثاني: في حكم النكاح.



ص -11- الفصل الثالث: في شروط النكاح.
الفصل الرابع: في أوصاف المرأة التي ينبغي نكاحها.
الفصل الخامس: في المحرمات في النكاح.
الفصل السادس: في العدد المباح في النكاح.
الفصل السابع: في الحكمة من النكاح.
الفصل الثامن: في الآثار المترتبة على النكاح و منها:
1- المهر. 2- النفقة. 3- الصلة بين الأصهار. 4- المحرمية. 5-الميراث
الفصل التاسع: في حكم الطلاق و ما يراعى فيه.
الفصل العاشر: فيما يترتب على الطلاق.
فنقول مستعينين بالله تعالي، مستهلين منه التوفيق والسداد راجين منه النفع للعباد.



ص -12- الفصل الأول: في معنى النكاح لغة و شرعا
النكاح في اللغة: يكون بمعنى عقد التزويج و يكون بمعنى وطء الزوجة قال أبو علي القالي: "فرقت العرب فرقا لطيفا يعرف به موضع العقد من الوطء، فإذا قالوا: نكح فلانة أو بنت فلان أرادوا عقد التزويج، وإذا قالوا: نكح امرأته أو زوجته لم يريدوا إلا الجماع و الوطء".
ومعنى النكاح في الشرع: "تعاقد بين رجل و امرأة يقصد به استمتاع كل منهما بالآخر و تكوين أسرة صالحة و مجتمع سليم".
ومن هنا نأخذ انه لا يقصد بعقد النكاح مجرد الاستمتاع بل يقصد به مع ذلك معنى آخر هو (تكوين الأسرة الصالحة و المجتمعات السليمة) لكن قد يغلب احد القصدين على الآخر لاعتبارات معينة بحسب أحوال الشخص.



ص -13- الفصل الثاني في حكم النكاح:
النكاح باعتبار ذاته مشروع مؤكد في حق كل ذي شهوة قادر عليه. وهو من سنن المرسلين، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد-38].
وقد تزوج النبي صلي الله عليه وسلم و قال: "إني أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"1.
و لذلك قال العلماء: إن التزويج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة و الآثار الحميدة التي سنبين بعضها فيما بعد إن شاء الله.
و قد يكون النكاح واجبا في بعض الأحيان كما إذا كان


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح – رقم "5063" و مسلم في كتاب النكاح باب من استطاع منكم الباءة فليتزوج – رقم"1401".



ص -14- الرجل قوي الشهوة ويخاف على نفسه من المحرم إن لم يتزوج فهنا يجب عليه أن يتزوج لاعفاف نفسه وكفها عن الحرام ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء"1


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري كتاب النكاح باب من لم يستطع الباءة فليصم رقم "5066" ومسلم كتاب النكاح باب من استطاع منكم الباءة فليتزوج – رقم"1401".



ص -15- الفصل الثالث: في شروط النكاح
من حسن التنظيم الإسلامي ودقته في شرع الأحكام إن جعل للعقود شروطا بها و تتحدد فيها صلاحيتها للنفوذ و الاستمرار فكل عقد من العقود له شروط لا يتم الا بها و هذا دليل واضح على أحكام الشريعة و إتقانها وأنها جاءت من لدن حكيم خبير يعلم ما يصلح للخلق و يشرع لهم ما يصلح به دينهم و دنياهم حتى لا تكون الأمور فوضى لا حدود لها و من بين تلك العقود عقد النكاح فعقد النكاح له شروط نذكر منها ما يأتي وهو أهمها:
1- رضا الزوجين: فلا يصح إجبار الرجل على نكاح من لا يريد و لا إجبار المرأة على نكاح من لا تريد.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}"النساء:19". وقال النبي صلي الله عليه وسلم: "لا تنكح الأيم حتى تستامر و لا تنكح البكر حتى تستأذن"، قالوا: يا



ص -16- رسول الله و كيف إذنها ؟ قال: "أن تسكت"1
فنهى النبي صلي الله عليه وسلم عن تزويج المرأة بدون رضاها سواء أكانت بكرا أم ثيبا الا أن الثيت لا بد من نطقها بالرضا و أما البكر فيكفي في ذلك سكوتها لأنها تستحي من التصريح بالرضا.
و إذا امتنعت عن الزواج فلا يجوز أن يجبرها عليه احد و لو كان أباها، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "و البكر يستأذنها أبوها"2.
و لا أثم على الأب إذا لم يزوجها في هذه الحال لأنها هي التي امتنعت و لكن عليه أن يحافظ عليها و يصونها.
و إذا خطبها شخصان، وقالت: أريد هذا و قال وليها: تزوجي الآخر، زوجت بمن تريد هي إذا كان كفئا لها أما إذا كان غير كفء فلوليها أن يمنعها من زواجها به و لا إثم


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري كتاب النكاح باب لا ينكح الأب و غيره البكر و الثيب الا برضاها رقم"5136" و مسلم كتاب نكاح باب استئذان الثيب في النكاح رقم" 1419".
2 رواه مسلم كتاب النكاح باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق و البكر بالسكوت رقم "1421".



ص -17- عليه في هذه الحال .
2. الولي فلا يصح النكاح بدون ولي،لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي"1. فلو زوجت المرأة نفسها فنكاحها باطل ، سواء باشرت العقد بنفسها أم وكلت فيه.
والولي: هو البالغ العاقل الرشيد من عصباتها، مثل الأب، و الجد من قبل الأب، و الابن و ابن الابن و إن نزل و الأخ الشقيق و الأخ من الأب و العم الشقيق و العم من الأب و أبنائهم الأقرب فالأقرب.
ولا ولاية للأخوة من الأم و لا لأبنائهم و لا أبي الأم و الأخوال لأنهم غير عصبة.
و إذا كان لا بد في النكاح من الولي فانه يجب على الولي اختيار الأكفأ الأمثل إذا تعدد الخطاب فإن خطبها


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو داود كتاب النكاح باب في الولي رقم "2085" و الترمذي، كتاب النكاح باب ما جاء لا نكاح إلا بولي رقم "1101" و ابن ماجه كتاب النكاح باب لا نكاح إلا بولي رقم" 1881"



ص -18- واحد فقط وهو كفء و رضيت فانه يجب عليه أن يزوجها به وهنا نقف قليلا لنعرف مدى المسئولية الكبيرة التي يتحملها الولي بالنسبة إلي من ولاه الله عليها فهي أمانة عنده يجب عليه رعايتها ووضعها في محلها و لا يحل له احتكارها لأغراضه الشخصية أو تزويجها بغير كفئها من اجل طمع فيما يدفع اليه، فان هذا من الخيانة وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27]. وقال تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج:38]. و قال النبي صلي الله عليه وسلم: "كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته"1.
وترى بعض الناس تخطب منه ابنته يخطبها كفء ثم يرده و يرد آخر و آخر و من كان كذلك فان ولايته تسقط و يزوجها غيره من الأولياء الأقرب فالأقرب.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري كتاب النكاح باب {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} رقم "5188" و مسلم كتاب الإمارة باب فضيلة الإمام العادل رقم "1829".



ص -19- الفصل الرابع: في صفة المرأة التي ينبغي نكاحها
النكاح يراد للاستمتاع و تكوين أسرة صالحة و مجتمع سليم كما قلنا فيما سبق. و على هذا فالمراة التي ينبغي نكاحها هي التي يتحقق فيها استكمال هذين الغرضين و هي التي اتصفت بالجمال الحسي و المعنوي.
فالجمال الحسي: كمال الخلقة لان المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها و أصغت الإذن إلي منطقها فينفتح إليها القلب و ينشرح إليها الصدر و تسكن إليها النفس و يتحقق فيها قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم-21].
والجمال المعنوي: كمال الدين و الخلق فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا كانت أحب إلي النفس و اسلم عاقبة.



ص -20- فالمرأة ذات الدين قائمة بأمر الله حافظة لحقوق زوجها و فراشه و أولاده و ماله، معينه له على طاعة الله تعالى، إن ذكرته و أن تثاقل نشطته و أن غضب أرضته.
و المرأة الأدبية تتودد إلي زوجها و تحترمه و لا تتأخر عن شئ يحب أن تتقدم فيه و لا تتقدم في شئ يحب أن تتأخر فيه و لقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره"1 وقال صلي الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الأنبياء، أو قال: الأمم"2.
فان أمكن تحصيل امرأة يتحقق فيها جمال المنظر و جمال الباطن فهذا هو الكمال و السعادة بتوفيق الله.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه احمد و النسائي كتاب النكاح باب أي النساء خير رقم "3231".
2 رواه أبو داود كتاب النكاح باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء رقم"2050" و النسائي كتاب النكاح باب كراهية تزويج العقيم رقم " 3227".



ص -21- الفصل الخامس: في المحرمات بالنكاح
قال النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تتعدوها"1.
و من جملة الحدود الشرعية التي حد الله تعالى حدودها النكاح حلا و حرمة، حيث حرم على الرجل نكاح نساء معينة لقرابة أو رضاعة أو مصاهرة أو غير ذلك.
و المحرمات من النساء على قسمين:
قسم محرمات دائما و قسم محرمات إلي أجل.
1-محرمات دائما
و هن ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: المحرمات بالنسب: وهن سبع ذكرهن الله تعالى بقوله في سورة النساء: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدار قطني في سننه "4/184".



ص -22- وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ} [النساء: 23]
1- فالأمهات: يدخل فيهم: الأم، و الجدات سواء كن من جهة الأب أم من جهة الأم.
2- و البنات: يدخل فيهن: بنات الصلب و بنات الأبناء و بنات البنات وان نزلن.
3- و الأخوات: يدخل فيهن الأخوات الشقيقات و الأخوات من الأب و الأخوات من الأم
4- و العمات: يدخل فيهن: عمات الرجل و عمات أبيه و عمات أجداده و عمات أمه و عمات جداته.
5- و الخالات: يدخل فيهن: خالات الرجل و خالات أبيه وخالات أجداده و خالات أمه و خالات جداته.
6- و بنات الأخ: يدخل فيهن بنات الأخ الشقيق و بنات الأخ من الأب و بنات الأخ من الأم و بنات أبنائهم و بنات بناتهم وإن نزلن.
7-و بنات الأخت: يدخل فيهن: بنات الأخت الشقيقة و بنات الأخت من الأب و بنات الأخت من الأم و بنات



ص -23- أبنائهن و بنات بناتهن وإن نزلن.
الصنف الثاني: المحرمات بالرضاع: وهن نظير المحرمات بالنسب.
قال النبي صلي الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب"1 و لكن الرضاع المحرم لا بد له من شروط منها:
الشرط الأول: أن يكون خمس رضعات فأكثر فلو رضع الطفل من المرأة أربع رضعات لم تكن أما له. لما روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان فيما انزل من القران عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفى رسول الله صلي الله عليه وسلم و هي فيما يقرأ من القرآن"2

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رواه البخاري كتاب الشهادات باب الشهادة على الأنساب و الرضاعة رقم "2645، 2646" و مسلم كتاب الرضاع ما يحرم من الولادة رقم"1447، 1444".
2 رواه مسلم كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات رقم "1452".



ص -24- الشرط الثاني: أن يكون الرضاع قبل الفطام أي يشترط أن تكون الرضعات الخمس كلها قبل الفطام فان كانت بعد الفطام أو بعضها قبل الفطام و بعضها بعد الفطام لم تكن المرأة أما له.
و إذا تمت شروط الرضاع صار الطفل ولدا للمرأة و أولادها أخوة له سواء كانوا قبله أو بعده و صار أولاد صاحب اللبن أخوة له أيضا سواء كانوا من المرأة التي أرضعت الطفل أم من غيرها.
وهنا يجب أن نعرف بأن أقارب الطفل المرضع سوى ذريته لا علاقة لهم بالرضاع ولا يؤثر فيهم الرضاع شيئا فيجوز لأخيه من النسب أن يتزوج أمه من الرضاع أو أخته من الرضاع.
أما ذرية الطفل فإنهم يكونون أولادا للمرضعة و صاحب اللبن كما كان أبوهم من الرضاع كذلك.
الصنف الثالث: المحرمات بالصهر:
زوجات الآباء و الأجداد و إن علوا سواء من قبل الأب أم من قبل الأم، لقوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ



ص -25- آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} "النساء: 22" فمتى عقد الرجل على امرأة صارت حراما على أبنائه و أبناء أبنائه و أبناء بناته و إن نزلوا سواء دخل بها أم لم يدخل بها.
1- زوجات الأبناء وان نزلوا،لقوله تعالى: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} [النساء-23] فمتى عقد الرجل على امرأة صارت حراما على أبيه و أجداده و إن علوا سواء من قبل الأب أم من قبل الأم بمجرد العقد عليها و إن لم يدخل بها.
2- أم الزوجة وجدتها و إن علون، لقوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ}"النساء: 23" فمتى عقد الرجل على امرأة صارت أمها و جدتها حراما عليه بمجرد العقد و إن لم يدخل بها سواء كن جدتها من قبل الأب أم من قبل الأم.
3- بنات الزوجة، و بنات أبنائها و بنات بناتها وان نزلن وهن الربائب و فروعهن لكن بشرط أن يطأ الزوجة فلو حصل الفراق قبل الوطء لم تحرم الربائب و فروعهن، لقوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي



ص -26- حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 23] فمتى تزوج الرجل امرأة ووطئها صارت بناتها و بنات أبنائها و بنات بناتها و إن نزلن حراما عليه سواء كن من زوج قبله أم من زوج بعده أما إن حصل الفراق بينهما قبل الوطء فان الربائب و فروعهن لا يحرمن عليه.
2- المحرمات إلي أجل
وأما المحرمات إلي أجل فمنهن:
1- أخت الزوجة و عمتها و خالتها حتى يفارق الزوجة فرقة موت أو فرقة حياة و تنقضي عدتها لقوله تعالى: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}: [النساء- 23] و قول النبي صلي الله عليه وسلم: "لا يجمع بين المرأة و عمتها و لا بين المرأة و خالتها"1.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رواه البخاري كتاب النكاح باب لا تنكح المرأة على عمتها رقم"5109" و مسلم كتاب النكاح باب تحريم الجمع بين المرأة و عمتها رقم "1408"



ص -27- [متفق عليه].
2- متعددة الغير: أي إذا كانت المرأة في عدة لغيره فإنه لا يجوز له نكاحها حتى تنتهي عدتها و كذلك لا يجوز له أن يخطبها إذا كانت في العدة حتى تنتهي عدتها.
3- المحرمة بحج أو عمرة: لا يجوز عقد النكاح عليها حتى تحل من إحرامها. وهناك محرمات أخرى تركنا الكلام فيهن خوفا من التطويل.
و أما الحيض: فلا يوجب تحريم العقد على المرأة فيعقد عليها وان كانت حائضا لكن لا توطأ حتى تطهر و تغتسل.



ص -28- الفصل السادس: في العدد المباح في النكاح
لما كان إطلاق العنان للشخص في تزويج ما شاء من العدد أمرا يؤدي إلي الفوضى و الظلم و عدم القدرة على القيام بحقوق الزوجات و كان حصر الرجل على زوجة واحدة قد يفضي إلي الشر و قضاء الشهوة بطريقة أخرى محرمة أباح الشارع للناس التعدد إلي أربعة فقط لأنه العدد الذي يتمكن به الرجل من تحقيق العدل و القيام بحق الزوجة و يسد حاجته إن احتاج إلي أكثر من واحدة.
قال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3].
و في عهد النبي صلي الله عليه وسلم اسلم غيلان الثقفي و عنده عشرة نساء فأمره النبي صلي الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعا و يفارق البواقي، وقال قيس بن الحارث: أسلمت و عندي ثمانية نسوة فأتيت النبي



ص -29- صلي الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: "اختر منهن أربعا"1.
وتعدد النساء إلى هذا الحد له فوائد منها
1- أنه قد يكون ضروريا في بعض الأحيان مثل: أن تكون الزوجة كبيرة السن أو مريضة لو اقتصر عليها لم يكن له منها عفاف و تكون ذات أولاد منه فان امسكها خاف على نفسه المشقة بترك النكاح أو ربما يخاف الزنا وإن طلقها فرق بينها وبين أولادها فلا تزول هذه المشكلة الا بحل التعدد.
2- إن النكاح سبب للصلة و الارتباط بين الناس و قد جعله الله تعالى قسيما للنسب فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} [ الفرقان-54] فتعدد الزوجات يربط بين اسر كثيرة و يصل بعضهم ببعض وهذا أحد الأسباب التي حملت النبي صلي الله عليه وسلم أن يتزوج بعدد من


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو داود كتاب الطلاق باب فيمن اسلم و عنده نساء أكثر من أربع رقم " 2241"



ص -30- النساء.
3- يترتب عليه صون عدد كبير من النساء و القيام بحاجتهن من النفقة والمسكن وكثرة الأولاد والنسل و هذا أمر مطلوب للشارع.
4- من الرجال من يكون حاد الشهوة لا تكفيه الواحدة و هي تقي نزيه و يخاف الزنا ولكن يريد أن يقضي وطرا في التمتع الحلال فكان من رحمة الله تعالى بالخلق أن أباح لهم التعدد على وجه سليم.



ص -31- الفصل السابع - في حكمة النكاح
قبل أن نبدأ الكلام في خصوص تلك المسالة يجب علينا أن نعلم علما يقينا بان الأحكام الشرعية كلها حكم و كلها في موضعها وليس فيها شئ من العبث و السفه ذلك لأنها من لدن حكيم خبير.
و لكم هل الحكم كلها للخلق؟ إن الآدمي محدود في علمه وتفكيره وعقله فلا يمكن أن يعلم كل شئ و لا أن يلهم معرفة كل شئ قال الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء-85].
إذن: فالأحكام الشرعية التي شرعها الله لعباده يجب علينا الرضا بها سواء علمنا حكمتها أم لم نعلم لأننا إذا لم نعلم حكمتها فليس معناه أنه لا حكمة فيها في الواقع إنما معناه قصور عقولنا و إفهامنا عن إدراك الحكمة.
أما الحكمة في النكاح فكثيرة منها:
1-حفظ كل من الزوجين و صيانته قال النبي صلي الله عليه وسلم: "يا



ص -32- معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج"1
2-حفظ المجتمع من الشر و تحلل الأخلاق فلولا النكاح لانتشرت الرذائل بين الرجال و النساء.
3-استمتاع كل من الزوجين بالآخر بما يجب له من حقوق و عشرة فالرجل يكفل المرأة و يقوم بنفقاتها من طعام و شراب و مسكن و لباس بالمعروف قال النبي صلي الله عليه وسلم: "و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف"2. و المرأة تكفل الرجل أيضا بالقيام بما يلزمها في البيت من رعاية و إصلاح قال النبي صلي الله عليه وسلم: "... و المرأة راعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها"3.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق تخريجه ص 14.
2 رواه احمد "5/73" وأبو داود كتاب المناسك باب صفة حجة النبي صلي الله عليه وسلم رقم"1905" وابن ماجه كتاب المناسك باب حجة رسول الله صلي الله عليه وسلم رقم(3074).
3 سبق تخريجه ص 18.



ص -33- 4- أحكام الصلة بين الأسر و القبائل فكم من أسرتين متباعدتين لا تعرف إحداهما الأخرى و بالزواج يحصل التقارب بينهما و الاتصال و لهذا جعل الله الصهر قسيما للنسب كما تقدم.
5- بقاء النوع الإنساني على وجه سليم فان كان النكاح سبب للنسل الذي به بقاء الإنسان قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} [النساء-1].
ولو لا النكاح للزم احد أمرين أما:
1- فناء الإنسان.
2- أو وجود إنسان ناشئ من سفاح لا يعرف له أصل ولا يقوم على أخلاق.
ويطيب لي أن أستطرد هنا قليلا لحكم تحديد النسل.
فأقول: تحديد النسل بعدد معين خلاف مطلوب الشارع فإن النبي صلي الله عليه وسلم أمر بتزويج المرأة الولود أي كثيرة



ص -34- الولادة وعلل ذلك بأنه مكاثر بنا الأمم أو الأنبياء. وقال أهل الفقه: ينبغي أن يتزوج المرأة المعروفة بكثرة الولادة أما بنفسها إن كانت تزوجت من قبل و عرفت بكثرة الولادة أو بأقاربها كأمها و أختها إذا كانت لم تتزوج من قبل.
ثم ما الداعي لتحديد النسل؟
هل هو الخوف من ضيق الرزق أو الخوف من تعب التربية ؟
إن كان الأول فهذا سوء ظن بالله تعالى لان الله سبحانه وتعالى إذا خلق خلقا فلا بد أن يرزقه. قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود-6] وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} "العنكبوت 60" وقال تعالى في الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر: {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء 31].
وإن كان الداعي لتحديد النسل هو الخوف من تعب التربية فهذا خطأ فكم من عدد قليل من الأولاد اتعبوا أتعابا كبيرا في التربية و كم من عدد سهلت تربيتهم بأكثر



ص -35- ممن وهم دونهم بكثير. فالمدار في التربية صعوبة و سهولة على تيسير الله تعالى و كلما اتقى العبد ربه و تمشى على الطرق الشرعية سهل الله أمره قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} "الطلاق 4".
وإذا تبين أن تحديد النسل خلاف المشروع فهل تنظيم النسل على الوجه الملائم لحال الأم من ذلك؟
الجواب: لا ليس تنظيم النسل على الوجه الملائم لحال الأم من تحديد النسل في شئ و اعني بتنظيم النسل أن يستعمل الزوجان أو احدهما طريقة تمنع من الحمل في وقت دون وقت فهذا جائز إذا رضي به من الزوج و الزوجة مثل: أن تكون الزوجة ضعيفة و الحمل يزيد ها ضعفا أو مرضا وهي كثيرة الحمل فتستعمل برضا الزوج هذه الحبوب التي تمنع من الحمل مدة معينة فلا باس بذلك وقد كان الصحابة يعزلون في عهد النبي صلي الله عليه وسلم و لم ينهوا عن ذلك و العزل من أسباب امتناع الحمل من هذا الوطء.



ص -36- الفصل الثامن: في الآثار المترتبة على النكاح
يترتب على النكاح آثار كثيرة منها ما يلي:
أولا: وجوب المهر:
والمهر: هو الصداق المسمى باللغة العامة جهازا- فالمهر ثابت للمرأة بالنكاح سواء شرط أم سكت عنه وهو المال المدفوع للزوجة بسبب عقد النكاح فإن كان معينا فهو ما عين سواء كان قليلا أم كثيرا و إن كان غير معين بإن عقد عليها ولم يدفع جهازا ولم يسموا شيئا فعلى الزوج أن يدفع إليها مهر الثمن وهو ما جرت العادة أن يدفع لمثلها.
وكما يكون المهر مالا أي عينا يكون كذلك منفعة فلقد "زوج النبي صلي الله عليه وسلم امرأة برجل على أن يعلمها شيئا من القرآن"1.
والمشروع في المهر أن يكون قليلا فكلما قل وتيسر فهو


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري كتاب النكاح باب تزويج المعسر رقم" 5087" و مسلم كتاب النكاح باب الصداق و جواز كونه تعليم قرآن رقم "1425"



ص -37- أفضل إقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم و تحصيلا للبركة فان أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة و روى مسلم في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم: أني تزوجت امرأة.قال: "كم أصدقتها؟" قال: أربع أواق يعني مائة و ستين درهما فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك و لكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه"1.
وقال عمر رضي الله عنه: "لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي صلي الله عليه وسلم، ما أصدق النبي صلي الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، و الأوقية أربعون درهما".
ولقد كان تصاعد المهور في هذه السنين له أثره السيئ في منع كثير من الناس من النكاح رجالا ونساء و صار الرجل يمضي السنوات الكثيرة قبل أن يحصل المهر، فنتج


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه مسلم متاب النكاح باب ندب النظر إلي المرأة رقم "1424".



ص -38- عن ذلك مفاسد منها:
1-تعطل كثير من الرجال و النساء عن النكاح.
2- أن أهل المرأة صاروا ينظرون إلي المهر قلة وكثرة فالمهر عند كثير منهم هو ما يستفيدونه من الرجل لامرأته فإذا كان كثيرا زوجوا ولم ينظروا للعواقب و إن كان قليلا ردوا الزوج و إن كان مرضيا في دينه و خلقه.
3- انه إذا ساءت العلاقة بين الزوج و الزوجة و كان المهر بهذا القدر الباهظ فانه لا تسمح نفسه غالبا بمفارقتها بإحسان بل يؤذيها و يتعبها لعلها ترد شيئا مما دفع إليها ولو كان المهر قليلا لهان عليه فراقها.
ولو أن الناس اقتصدوا في المهر و تعاونوا في ذلك و بدا الأعيان بتنفيذ هذا الأمر لحصل للمجتمع خير كثير و راحة كبيرة و تحصين كثير من الرجال والنساء.
ولكن مع الأسف أن الناس صاروا يتبارون في السبق إلي تصاعد المهور وزيادتها فكل سنة يضيفون أشياء لم تكن معروفة من قبل ولا ندري إلي أي غاية ينتهون؟



ص -39- ولقد كان بعض الناس وخصوصا البادية يسلكون مسلكا فيه بعض السهولة وهو تأجيل شئ من المهر مثل: أن يزوجه بمهر قدره كذا نصفه حال و نصفه مؤجل إلي سنة أو اقل أو أكثر و هذا يخفف عن الزوج بعض التخفيف.
ثانيا: النفقة:
فعلى الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف طعاما وشرابا و كسوة و سكني فان بخل بشئ من الواجب فهو آثم و لها أن تأخذ من ماله بقدر كفايتها أو تستدين عليه ويلزمه الوفاء.
ومن النفقة: الوليمة وهي ما يصنعه الزوج من الطعام أيام الزواج و يدعو الناس اليه و هي سنة مأمور بها لان النبي صلي الله عليه وسلم فعلها و أمر بها و لكن يجب في الوليمة أن يتجنب فيها الإسراف المحرم و ينبغي أن تكون بقدر حال الزوج.
أما ما يفعله بعض الناس من الإسراف فيها كمية و كيفية فانه لا ينبغي و يترتب عليه صرف أموال كثيرة بلا فائدة.



ص -40- ثالثا: الصلة بين الزوج وزوجته وبين أهليهما:
فقد جعل الله بين الزوج و زوجته مودة ورحمة وهذا الاتصال يوجب الحقوق المترتبة عليه عرفا فإنه كلما حصلت الصلة وجب من الحقوق بقدرها.
رابعا: المحرمية:
فإن الزوج يكون محرما لأمهات زوجته و جداتها و إن علون و يكون محرما لبناتها و بنات أبنائها و بنات بناتها و إن نزلن إذا كان دخل بأمهن الزوجة.
وكذلك الزوجة تكون من محارم أباء الزوج و إن علوا و أبنائه و إن نزلوا.
خامسا: الإرث:
فمتى عقد شخص على امرأة بنكاح صحيح فانه يجري التوارث بينهما لقوله تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} إلي قوله: {تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء 12]. ولا فرق بين أن يدخل ويخلو بها أم لا.



ص -41- الفصل التاسع: في حكم الطلاق وما يراعى فيه
الطلاق فراق الزوجة باللفظ ا الكتابة أو الإشارة.
والأصل في الطلاق أنه مكروه إذ أنه يحصل به تفويت مصالح النكاح السابقة، وتشتيت الأسرة، وفي الحديث: "ابغض الحلال عند الله الطلاق".
ولكن لما كان الطلاق لا بد منه أحيانا أما لتأذي المرأة ببقائها مع الرجل، أو لتأذي الرجل منها، أو لغير ذلك من المقاصد، كان من رحمة الله أن أباحه لعباده، ولم يحجر عليهم بالتضييق والمشقة.
فإذا كره الرجل زوجته ولم يتحمل الصبر فلا باس أن يطلقها، ولكن يجب أن يراعي ما يأتي:
1- ألا يطلقها وهي حائض:
فان طلقها وهي حائض فقد عصي الله ورسوله، وارتكب محرما، ويجب عليه حينئذ أن يراجع ويبقيها حتى تطهر، ثم يطلقها إن شاء، والأولي أن يتركها حتى تحيض المرة



ص -42- الثانية، فإذا طهرت فان شاء امسكها، وان شاء طلقها.
2- الا يطلقها في طهر جامعها فيه الا أن يتبين حملها:
فإذا هم رجل بطلاق امرأته، وقد جامعها بعد حيضتها، فإنه لا يطلقها حتى تحيض ثم تطهر، ولو طالت المدة، ثم إن شاء طلقها قبل أن يمسها. الا إذا تبين حملها، أو كانت حاملا، فلا بأس أن يطلقها. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يطلقها وهي حائض، ولا في طهر قد جامعها فيه، ولكن يتركها إذا حاضت وطهرت طلقها تطليقة.
3- ألا يطلقها أكثر من واحدة:
فلا يقول: أنت طالق طلقتين، أو أنت طالق ثلاثا، أو أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، فطلاق الثلاث محرم لما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال في رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا: "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟" حتى



ص -43- قام رجل فقال: يا رسول الله، الا اقتله؟1
وإن كثير من الناس يجهلون أحكام الطلاق، فأي وقت طرأ عليهم الطلاق طلقوا من غير مبالاة بوقت أو عدد.
والواجب علي العبد أن يتقيد بحدود الله، ولا يتعداها. فقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [ الطلاق:1] وقال: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:229].


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه النسائي، كتاب الطلاق، باب الثلاث المجموعة وما فيه من التغليظ رقم"3401".



ص -44- الفصل العاشر: فيما يترتب علي الطلاق
لما كان الطلاق فراق الزوجة، فانه يترتب علي هذا الفراق أحكام كثيرة منها:
1- وجوب العدة إذا كان الزوج قد دخل بزوجته أوخلا بها.
أما أن طلقها قبل أن يدخل بها ويخلو بها، فلا عدة له عليها، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}[ الأحزاب:49].
والعدة ثلاث حيض إن كانت من ذوات الحيض، وثلاثة اشهر إن لم تكن من ذوات الحيض، ووضع الحمل إن كانت حاملا.
2- تحريم الزوجة على الزوج إذا كان قد طلقها قبل ذلك الطلاق مرتين:
يعني: لو طلق زوجته ثم راجعها في العدة، أو تزوجها



ص -45- بعد العدة، ثم طلقها مرة ثانية وراجعها في العدة، أو تزوج بعدها، ثم طلقها المرة الثالثة، فإنها لا تحل له بعد ذلك حتى تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا، ويجامعها فيه، ثم يرغب عنها ويطلقها، فإنها بعد ذلك تحل للأول، لقوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [ البقرة: 229]. إلي أن قال: {فَإِنْ طَلَّقَهَا} يعني المرة الثالثة {فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا} يعني الثاني {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} يعني الزوج الأول وزوجته التي طلقها {أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [ البقرة: 230].
وإنما حرم الله المرأة علي من طلقها ثلاث مرات حتى تنكح زوجا غيره، لان الناس كانوا في أول الإسلام يطلقون ويراجعون بأي عدد كان، فغضب رجل علي امرأته فقال لها: والله لا أؤويك ولا أفارقك. قالت: وكيف ذلك؟ قال: أطلقك فإذا دنا أجلك راجعتك، ثم أطلقك فإذا دنا أجلك راجعتك، فذكرت المرأة ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم، فانزل الله



ص -46- تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ}. ووقت العدة ثلاث رحمة بالنساء من أزواجهن.
أيها الأخوة:
لعلنا أتينا بجمل كثيرة من أحكام النكاح، متحرين بذلك أن تكون بالقدر المناسب من غير تطويل ممل ولا تقصير مخل.. واسأل الله تعالى أن ينفع بها، وان يجعل العمل خالصا لله موافقا لمرضاة الله، وأن يجعل من هذه الأمة جيلا عالما بأحكام الله، حافظا لحدود الله، قائما بأمر الله، هاديا لعباد الله.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.. وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
حرر في 26/5/1389هـ

شروط قول لا إله إلا الله

 
شروط قول لا إله إلا الله
للشيخ عبد العزيز بن باز
السؤال : - ما هي شروط قول : " لا إله إلا الله " وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها؟

الجواب : " لا إله إلا الله " أفضل الكلام ، وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم . فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ، قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) وكل رسول يقول لقومه (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) فهي أساس الدين والملة ولا بد أن يعرف قائلها معناها ، فهي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله . ولها شروط وهي العلم بمعناها واليقين وعدم الشك بصحتها والإخلاص لله في ذلك وحده والصدق بقلبه ولسانه والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله وقبول ذلك والانقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره ، واعتقاد بطلانها ، وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها . يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله ومع الانقياد للحق وقبوله والمحبة لله وتوحيده والإخلاص له وعدم الشك في معناها ، فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمنا بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين وصدق وإخلاص ومحبة وانقياد وقبول وبراءة ، وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال :

علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

نشر في مجلة الدعوة العدد 1018 يوم الإثنين 29 / 3 / 1407 هـ

مجموعة مواضيع و مقالات إسلامية

بسم الله الرحمان الر

باقة من المقالات الإسلامية المفيدة للقراءة و تطوير الثقافة الإسلامية و تقوية ركائز الإيمان و الإسلام

فاصل المواضيع ..علرض

كن في الدنيا كأنك غريب..أو عابر سبيل"

فاصل المواضيع ..علرض

إنتشار الإسلام..حقائق نحمد الله عليها


فاصل المواضيع ..علرض

صفات الدعاء المستجاب


فاصل المواضيع ..علرض

أين ذهب الحياء في هذا الزمان..؟

فاصل المواضيع ..علرض

المساجد ..و حال الناس معها !؟

فاصل المواضيع ..علرض

الثورة السورية...و فضيحة النظام؟

فاصل المواضيع ..علرض

للمزيد من المقالات و المواضيع الإسلامية المتجددة باستمرار

من هنا
http://tariqallah.blogspot.com/search/label/%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9%20%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9

فاصل المواضيع ..علرض

لا تنسونا من صالح الدعاء

كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل"

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " رواه البخاري .
الشرح
عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنها لم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .
تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها وطنا لهم ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ، ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ، حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها ، وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 ) .
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليترك أصحابه دون أن يبيّن لهم ما ينبغي أن يكون عليه حال المسلم في الدنيا ، ودون أن يحذّرهم من الركون إليها ؛ فهو الرحمة المهداة ، والناصح الأمين ، فكان يتخوّلهم بالموعظة ، ويضرب لهم الأمثال ، ولذلك جاء هذا الحديث العظيم بيانا وحجة ووصية خالدة .
لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال الغريب ؛ فإنك لا تجد في الغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها أو أُنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه ، دائم القلق ، لم يشغل نفسه بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير .
لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .
وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ، حرص على قلّة مخالطة من كان قليل الورع ، ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساويء الأخلاق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ، وغير ذلك مما جاء النهي عنه ، والتحذير منه .
ولا يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة ، أو أن الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } ( الحجرات : 13 ) ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان يخالط الناس ولا يحتجب عنهم .
وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه في دينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ، وتذكيرا بالآخرة ، وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا  والآخرة .
ولنا عودة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، ففي هذه العبارة ترقٍّ بحال المؤمن من حال الغريب إلى حال عابر السبيل ، فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ، ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .
يقول الإمام داود الطائي رحمه الله : "  إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عما قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " .
وهكذا يكون المؤمن ، مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى ، لا تشغله دنياه عن آخرته ، قد وطّن نفسه على الرحيل ، فاتخذ الدنيا مطيّة إلى الآخرة ، وأعد العدّة للقاء ربه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه الترمذي .
ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ، كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .

تابع جديد المقالات الإسلامية المؤثرة و الخواطر على المدونة الإسلامية

أحب الأعمال إلى الله عز وجل




احاديث في احب
الاعمال الى الله وافضلها:

عن ابي هريره رضي الله عنه
قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم

أي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟
قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور) رواه البخاري ومسلم

--------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم العمره الى العمره كفارة لما
بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنه) البخاري ومسلم

--------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم( تابعوا بين الحج والعمره
فانهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد والذهب والفضه وليس للحجه المبروره ثواب الا الجنه)

--------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم (( كل ابن ادم خطاء
وخير الخطائين التوابون) اسناد حسن سنن ابن ماجه

---------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم ((مامن عبد يصوم يوما
في سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه

---------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم(( افضل الصلاة بعد الفريضه صلاة الليل )) مسلم

---------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم((ان الله ينزل الى السماء الدنيا
حتى يبقى ثلث الليل الاخر فيقول : من يدعوني فاستجب
له ومن يسالني فاعطيه ومن يستغفرني فاغفر له))) البخاري ومسلم

-------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم ((اقرؤوا القران فانه ياتي يوم القيامه شفيعا لاصحابه) مسلم

-------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم ((ان لله اهلين من الناس
قالوا: من هم يارسول الله؟قال اهل القران هم اهل الله وخاصته)النسائي ابن ماجه

--------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم((من تصدق بعدل تمره من
كسب طيب فان الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها
كما يربي احدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل)) البخاري ومسلم

---------------------------------------

وعن عائشه رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ياعائشه استتري من النار
ولو بشق تمره فانها تسد من الجائع مسدها من الشبعان) البخاري ومسلم

-------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم
((كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس)) رواه احمد وحسنه الالباني

-------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم
((من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسا له في اثره فليصل رحمه)) البخاري ومسلم

------------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم ((لايدخل الجنه قاطع) البخاري ومسلم أي قاطع رحمه

------------------------------------
قال صلى الله عليه وسلم ((اطعموا الجائع وعودا المريض وفكوا العاني)) رواه البخاري

-----------------------------------

قال صلى الله عليه وسلم((ان المسلم اذا عاد
اخاه المسلم لم يزل في خرفه الجنه أي روضتها حتى يرجع)) مسلم

--------------------------------
من كتاب اعظم ايام الدنيا

فضل الحب في الله و المتحابون في الله








فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه

و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إما عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" ((متفق عليه)) .

وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" (( رواه مسلم)) .
...
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم (( رواه مسلم)) .

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أن رجلاً زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً" وذكر الحديث إلى قوله: "إن الله قد أحبك كما أحببته فيه" ((رواه .

وعن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء".

وعن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتًى براق الثنايا وإذا الناس معه، فإذا اختلفوا بشيء، أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، فلما كان من الغد، هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك، فقال: آلله؟ فقال: الله، فقال: آلله؟ فقالت: الله، فأخذني بحبوة ردائي، فجبذني إليه، فقال:أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ " حديث صحيح

عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الرجل أخاه، فليخبره أنه يحبه" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن)).

الدعاء المستجاب..صفته و و مقوماته



قال الله عز و جل في كتابه العزيز :
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

 من مقومات الدعاء المستجاب:  أولا : الإبتداء بالبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فإن كل مالم يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر.    ثانيا : إبتداء الدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد. فإن هذا الدعاء مقبول لأانه طلب من الداعي لرفعة مقام النبي صلى الله عليه وآله عنده. ثالثا : تبدأ الدعاء بالثناء والتمجيد على الله جلت عظمته كالتسبيح و التحميد أو ما ورد في هذا المجال. رابعا: الإعتراف بالذنب أمام الله جلت عظمته: خامسا: تطلب ما تشاء من رب العالمين فليس في ساحته بخل ولا شح صواء كان هذا الطلب صغير أو كبير ثم تختم الدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد فإنه دعاء مستجاب. ولا يمكن للرحمن الرحيم أن يستجيب أول الدعاء و آخره ويدع أستجابة ما يقع في وسط الدعاء. 
 

  

مثال للدعاء بالمواصفات المذكورة:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد، الحمد لله من أول الدنيا إلى فناءها و من الآخرة إلى بقائها، الحمد لله على كل نعمة أستغفر الله من كل ذنب و أتوب إليه، اللهم إن هذا عبدك الفقير المسكين المستكين الخاطيء بين يديك، اللهم أغفر لنا ورحمنا وعافنا وعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. وصل الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين



لباس ليس فيه اي حياء.....




قصة واقعية
حكت لي صديقتي ، كانت تسير في الطريق فإذا بفتاة جميلة ترتدي لبساً ضيقاً، لا أعلم كيف ارتدته ، سمعتها تصرخ، لماذا تصرخ؟ إنه انقطع وتكشف كل مستور ، وهي لا ترتدي تحته أي شيء آخر!
وصرخ جميع من في الطريق غطوها ، غطوها ، أين أهلها؟ كيف نزلت من بيتها بهذا البنطلون؟
والفتاة تصرخ وتبكي ، تساءلتُ لماذا؟ وعلى ماذا تبكي؟
لقد نزع منها الحياء قبل أن تتفتق منها الملابس.
 
وقالت أخرى:
رأيتُ الفتاة وهذه صفاتها (ومن لم تفعل ذلك ليست بفتاة عصرية أو متحضرة) ذات المكياج المتوهج والمشي المتعوج، والسلوك المتعرج، الجريئة على محادثة الرجال، التي لا تثبت على حال. قد عمدت إلى تدقيق الحواجب، وإضاعة الواجب.
لها عطر فواح ودموع كدموع التمساح، وزميل في الصباح وصديق في الرواح.
قد ضيّقت عليها الفستان حتى ظهرت تفاصيل جسمها بدقة.
 
 
عزيزتي الفتاة:
اعلمي أن هذه الفترة من حياتك هي فترة تغيرات شاملة وسريعة في نواحي النفس والجسد والعقل والروح، وهي فترة نمو سريع في هذه الجوانب كلها، حتى قال عنها علماء النفس: إنها فترة انقلاب كامل، وقال آخرون هي مرحلة ثورة وتوتر.
 
ولكن عزيزتي الفتاة لا تنسي أثناء هذه التغيرات "الحياء".
وقد تساءلت في نفسي لماذا قل الحياء بين الفتيات؟
ربما يرجع ذلك إلى:
 
1ـ النشأة:
فمن شب على شيء شاب عليه. يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
ويقول آخر:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت           ولن تلين إذا كانت من الخشب
 
2ـ الاختلاط وكثرة احتكاك الفتاة بالفتى في المجالات المختلفة كالجامعة والعمل.
 
3ـ التأثير الخارجي من مخالطة من قل حياؤهم أو تكررت رؤيتهم، سواء كان ذلك ناتجًا عن السفر إلى الخارج أو عن طريق كثرة متابعة وسائل الإعلام، أو غير ذلك فإن الأخلاق حسنها وسيئها تكتسب بالمخالطة.
 
4ـ كثرة خروج الفتاة من بيتها أو الصحبة الفاسدة أو الغرق في المعاصي .
 
وأقول أخيرًا إنني أرجع قلة الحياء عند الفتيات إلى ضعف الإيمان والجهل بمعنى الحياء.
 
تعالي معي عزيزتي الفتاة، لنقف أمام هذا المشهد القرآني الجميل الذي تجسده لنا الآية الكريمة في سورة القصص {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص:25].
 
مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال 'على استحياء' في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء، جاءته لتنهي إليه دعوة في أقصر لفظ وأخصره وأدله يحكيه القرآن بقوله: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } (القصص:25).
 
(لم تقل له: أحب أن أتعرف عليه .. ما اسمك؟ أنا اسمي كذا).
فمع الحياء الإبانة والدقة والوضوح، لا التلجلج والتعثر والربكة، وذلك كله من إيحاء الفطرة النظيفة السليمة المستقيمة، فالفتاة القويمة تستحي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها لا تضطرب الاضطراب الذي يطمع ويغري ويهيج، إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب ولا تزيد. [في ظلال القرآن ـ سيد قطب].
 
عزيزتي الفتاة المسلمة:
ما معنى الحياء؟ هل هو خلق مكتسب أم غريزي؟
هل يمكن لمن لا حياء عنده أن يملك من الحياء ما يردعه عن المعاصي؟
وأخيرًا كيف نغرس الحياء في نفوسنا؟
 
وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة هناك قاعدة عريضة توضحها لنا آية من كتاب الله ، أنه لابد من حاجز بين العبد وبين المعصية وهذه الآية هي قوله تعإلى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (النازعـات:40ـ41).
 
فتوضح لنا الآية شقين أساسيين هما:
 
1ـ خوف من مقام الله تعإلى.
 
2ـ نهي للنفس وزجر لها عن هواها متى خالف أمر الله تعإلى.
وهذا الشق الثاني يكون عن طريق زراعة موانع وبناء حواجز داخل النفس ترفع مستوى تحكم وسيطرة الإنسان على نفسه ولذا كانت العناية الربانية ثم النبوية بهذا البناء عظيمة كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
ولقد روى ابن ماجة في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء».
 
 
فما معنى الحياء إذن؟
 
* الحياء كما عرفه أهل العلم في اللغة هو انقباض وانزواء وانكسار في النفس يصيب الإنسان عند الخوف من فعل شيء يعيبه.
* والحياء مشتق من الحياة، ولذا قال بعض الفصحاء حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه.
 
* كما عرّفه علماء الشريعة بأنه خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق أو هو الامتناع عن فعل ما يعاب.
 
* وأخيرًا وهذا مرادنا هنا هو نهي النفس عن القبيح (وهو كل ما يغضب الله تعإلى).
 
ونتساءل الآن هل الحياء خلق مكتسب أم غريزي؟
 
الحياء نوعان غريزي ومكتسب:
1- الحياء الغريزي: وهو الفطري الطبيعي.
2- الحياء المكتسب: هو الذي جعله الله تعإلى من الإيمان وهو المكلف به (وهذا النوع عليه مدار حديثنا) ومن كان فيه غريزة من الحياء فإنها تعينه على الحياء المكتسب.
 
عزيزتي الفتاة المسلمة:
لقد جاءت النصوص النبوية تؤكد على أن خلق الحياء من الإيمان في روايات كثيرة منها:
 
« عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان ) ».
وفي رواية أخرى: «الحياء من الإيمان» ، وفي وراية «الحياء لا يأتي إلا بخير» ، وفي رواية أخرى «الحياء خير كله أو كله خير».
وعن عمران بن حصين قال صلى الله عليه وسلم «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة».
 
فلماذا جُعِلَ الحياء من الإيمان؟
قال القاضي عياض وغيره من الشراح: إنما جعل الحياء من الإيمان ـ وإن كان غريزة ـ لأن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب وعلم، وأما كونه خيرًا كله ولا يأتي إلا بخير فأشكل حمله على العموم لأنه قد يصد صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات ويحمله على الإخلال ببعض الحقوق والمراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعيًا، والحياء الذي ينشأ عن الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعيًا بل هو عجز ومهانة وإنما يطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعي، والحياء الشرعي هو خلق يبعث على ترك القبيح ومعنى أن ( الحياء كله خير ..). يحتمل أن يكون المعنى: من كان الحياء من خلقه فإن الخير يكون فيه أغلب أو لكونه إذا صار عادة وتخلق به صاحبه يكون سببًا لجلب الخير له.
 
عزيزتي الفتاة المسلمة:
عن أبي مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فافعل ما شئت».
وفي شرح هذا الحديث في كتاب فتح الباري يقول: ( إن الذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعًا بارتكاب كل شر، وقيل: هو أمر تهديد أي إذا نزع منك الحياء فافعل ما شئت, فإن الله مجازيك عليه، وفيه إشارة إلى تعظيم أمر الحياء )

المساجد..حرمتها.. و قدسيتها ...و فضلها العظيم..




بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 المساجد احب البقاع الى الله فهي بيوت الله ومكان الاجتماع لعبادة ومن تعظيم شعائر الله احترام المساجد والعناية بنظافتها و تتطييب رائحتها وعلى من اكل طعاما ذا رائحة كريهة الا يدخل المسجد ولو كان خاليا من الناس لان الملائكة تتاذى من الرائحة الكريهة و ينبغي للمسلم تجنب كل مايؤذي الناس باي صورة من صور الايذاء في القول او الفعل والاسلام نهى من اكل الاطعمة التي لها رائحة مثل البصل و الكراث و الثوم و ينبغي للمسلم ان يحترم مشاعر اخوانة المسلمين فلا يؤذيهم انني تحدثت عن منزلة المسجد في الاسلام اللهم اني بلغت اللهم اشهدسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


تعلم كيف تكسب 50 حسنة في كل شربة ماء من سنة رسول الله

هل تعلم أنك تستطيع بإذن الله كسب 50 حسنه مع كل شربة ماء ،،، لا تستغرب !!









و كيف ذلك؟؟؟

*
*
*
*
*
*

قال تعالى : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ - (سورة الانعام 160 )

 1 ــ عندما تشرع بالشرب ، قل بسم الله ( حسنة

2 ــ إشرب بيمينــك ( حسنة

3 ــ إقتدي بسنة الرسول صل الله عليه وسلم و إشرب جالسـاً ( حسنة

4 ــ طبق سنّة المصطفى صل الله عليه وسلم و إشرب الماء على 3 دفعات ( حسنة

5 ــ عندما تفرغ من شربــك قل الحمدلله ( حسنة

***

إذن بذلك معنا 5 حسنات والحسنة بعشر أمثالها
بالتالي 5 * 10 = 50 حسنة ..

وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ :)

لا تدعها تقف عندكـ

إنشر تؤجر .. فالدال على الخير كفاعله

أنا مسلم ..و لن أرضى بغير الإسلام دينا؟؟

هل نرضى عن الإسلام بديلاً؟
24/7/2011م


كتبه: د. محمد سعيد حوّى

بسم الله الرحمن الرحيم


 
تعيش الأمة مخاضاً كبيراً، ولا بد للمخاض من آلام، وتتنوع المشكلات والتحديات والعقبات.
ومع كثرة التضحيات والآلام؛ فإن مما يزيدنا ألماً بعض الطروحات الفكرية والسياسية المرافقة لهذه المخاضات والتحديات.
ففي الوقت الذي يتحرك فيه عامة الشعوب العربية بمسيراتها ومظاهراتها، ومعظم تحركاتها؛ منطلقة من المساجد، و تؤدي الجموع الغفيرة الصلوات جامعة في الميادين والساحات . .
وفي الوقت الذي تنطلق حناجر معظم الثائرين والمطالبين بالتغيير بصيحات: الله أكبر . .
وفي الوقت الذي تعلن فيه أنها قدمت أرواحها في سبيل الله، قائلة: الشهيد حبيب الله . .
وفي الوقت الذي يعلنون مقصد ثورتهم بوضوح: هي لله . . هي لله ..
وحيث الشعوب في معظمها مسلمة متدينة مؤمنة . .
. . في هذا الوقت تخرج علينا الأبواق الإعلامية العلمانية بالتركيز على تحييد الدين، بل وإبعاده من ساحة الصراع، مستغلين أن الشعوب قد رفعت شعار الحرية والكرامة، لأنها القضية الأكثر مساساً وحساسية وألماً، ولأن فقدها سبب كل مأساة.
بل وأكثر من ذلك يأتي من يطالب بالحريات؛ ثم يحجر على المسلمين أن يطالبوا بالإسلام، وأن يطالبوا بحريتهم في اختيار نظام الإسلام، فيقول صراحة وبكل وضوح: حرية نعم، لكن لا مجال للإسلام السياسي أبداً.
يأتي ويصرح بوضوح: لا إقصاء لأحد، بل مشاركة من الجميع. لكن نعم لإقصاء الإسلام بعيداً، بدعوى أن الدين لله والوطن للجميع.
بل ويأتي من يصرح صراحة: لا مجال عندنا لأن نتكلم عن دولة مدنية بمرجعية إسلامية، أي كل القوانين والقيم لا بد أن تكون مستمدة من القوانين الوضعية الأرضية البشرية.
ويزداد الأمر مأساوية عندما تجد من يريد أن يسلخنا عن عروبتنا وإسلامنا معاً؛ لنرضي فئة ما .
بل ويصرح بعضهم: المشكلة في الإسلام والإسلاميين، والمشكلة في الشيوخ.
ـ لماذا المشكلة في الشيوخ؟
يقولون :الشيوخ دائماً يقفون مع السلطان.
والشيوخ = السلفية = التخلف ...

أمام هذه الطروحات كلها وغيرها، نشعر أننا سندخل في دوامة جديدة مريرة جداً جداً.
وأمام شدةِ الابتلاء الآن وقسوةِ الطغاة وحرصِ الإسلاميين والعلماء على تجاوز المرحلة يدعو كثيرون إلى السكوت عن قضية الإسلام وحاكمية الإسلام.
ويدعو كثيرون إلى الاكتفاء بالقول: إننا نريد دولة مدنية ديمقراطية ذات أحزاب متعددة، مقابل إصرار آخرين على دولة علمانية لا تمت إلى لغة شغوبنا وتراثهم وثقافتهم وقيمهم بصلة.
ويقدم كثير من الإسلاميين تنازلات في شأن المرأة، والحاكم، والأحزاب، والديمقراطية، والمواطنة ... ومع ذلك يقول لهم العلمانيون: (لن نرضى عنكم)، مصداقاً لقوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
ويدعو كثيرون للوقوف إلى جانب الحرية وحسب، على اعتبار أن الحرية والكرامة قاسم مشترك، لأنه إذا تحررت الشعوب ستقود نفسها بنفسها إلى الإسلام.

وهنا ستتركز المناقشات بعد توصيف المشكلة بشكل موجز ومحدد في نقاط:

1. إنه أمام هذه الطروحات فإن الخوف كل الخوف أن نخرج من ديكتاتورية المستبد الظالم، إلى دكتاتورية العلمانية، ومعاداة العروبة، والإقصاء لكل ما يمتّ إلى الإسلام والقرآن بصلة . . باسم الديمقراطية نفسها، وباسم الحرية، وباسم القانون، وبتأييد غربي مطلق، وبزخم إعلامي هائل، ومن هنا فلا بد من رسالة إلى كل العالم . . إلى كل العلمانيين . . إلى كل الليبراليين . . وإلى كل الناس . . إلى كل السوريين:
لن نرضى أن نحكم بغير الإسلام . . ولن نرضى بغير شريعة الله المطلقة . . ولن نرضى بغير القرآن منهجاً ودستورَ حياة . . ولن نرضى بغير الإسلام مرجعية كاملة تامة . . ولن نقبل أن تهدر هذه الدماء لأجل أن يستبدل طاغوت بطاغوت: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به، ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً) ولن نتنازل عن لغة القرآن وأحكامه جزأً أساساً مكوناً لهويتنا، لن نتنازل عن ذلك لأجل إرضاء أقلية.

2. لماذا تدعون إلى الحريات، ثم إذا جاء الأمر إلى الإسلام قلتم: لا للإسلام، لا للمرجعية الإسلامية، أليس هذا هو الإقصاء بعينه؟ أليست هذه هي الدكتاتورية؟ أليس من حق المسلمين وحريتهم وحقهم أن يُحكَموا بالنظام الذي ارتضوه؟

3. كل من يدعي الديمقراطية أو الليبرالية أو الحرية أو اليسارية . . كل له مرجعيته الفكرية، وله عقيدته التي يؤمن بها، وينطلق منها، حتى لو كانت عقيدة المادة فهي عقيدة، فلماذا يحق له أن يستمد قوانينه وقيمه من عقيدته ومرجعيته، ويحجر علينا أن نفعل ذلك؟

4. الأمة معظمها أو أكثريتها مسلمة، وتريد الإسلام، ولغتها لغة القرآن؛ فلماذا يتحكم البشر في البشر، ويريد البشر أن يفرض على الأمة منهجاً، ولا يسمح لمنهج رب البشر أن يهدي البشر إلى خيرهم وسعادتهم؟

5. عندما يقال: دولة مدنية بمرجعية إسلامية، فلا يعني ذلك تسلط الدين أو رجال الدين، فأحكام الإسلام على مراتب : فمنها القطعي، ومنها الاجتهادي، ومنها المسكوت عنه، ومن هنا فإن ميدان الاجتهاد واسع، كما أنه مما تقرر إجماعاً أن لكل إنسان الحق في أن يعتقد ما شاء، ولكل فئة وملة حقهم في قانون خاص في الأحوال الشخصية، ولكل شخص حق التعبد بما يقتنع به، وغير ذلك من القضايا التفصيلية التي تنفي تسلط أحد على أحد.

6. إن الإسلاميين يؤمنون بالإسلام ديناً ربانياً متكاملاً، ينظم شؤون الحياة كاملة، للفرد والجماعة والأمة والدولة، في جميع جوانب حياتها، وفيه الإجابة الصحيحة والدقيقة لكل ما يحتاجه البشر، على وجه فيه صلاح العباد والبلاد، ومع ذلك فنحن مطالبون بحسن الفهم وحسن العمل وحسن التطبيق، ومن ثم فباب الاجتهاد في غير القطعيات واسع، ولا يفرض رأي على رأي، علماً أن القطعيات ـ على أهميتها ـ محدودة.
ومع ذلك فلكل صاحب عقيدة ومذهب خصوصيته وحريته العقدية والعبادية، ولا نفرض هذا الدين على أحد، لكن من واجبنا وحقنا أن ندعو الناس إليه بالحسنى والكلمة الطيبة والأمر بالمعروف النهي عن المنكر.
مع إيماننا أن لا عصمة لأحد من الناس بعد الأنبياء، وكلٌّ مسؤول ومحاسب، مهما كان موقعه، والجميع سواء أمام القانون.
ومع اعتقادنا أن مصدر التشريع والسلطات هو الإسلام، لأنه منزل من عند الله؛ فإن الأمة هي التي تعبر عن إرادتها باختيارها من ترضاهم ليمثلوها في تطبيق ذلك، وباختيار قادتها وعلمائها في الأمور الاجتهادية والمسكوت عنها، وتتحمل مسؤولية الاختيار أمام الله، وأمام شعوبها، وبهذا الاعتبار يصح أن نقول: الأمة مصدر السلطات، وبهذا كله لا تخرج الدولة الإسلامية عن أن تكون دولة مدنية.
وباطل ما يروِّجه البعض بأن الدولة الدينية تقابل الدولة المدنية، إن كان يصح هذا في الدولة الدينية المسيحية المتخلفة في العصور الوسطى، فهذا لا ينطبق على ديننا، ولم يكن يوماً في تاريخ حكومة الإسلام كذلك.

7. لماذا هذه الحرب على الشيوخ والعلماء، ووصفهم تارة بالتخلف، وتارة بالسلفية، وتارة بالنفاق والوقوف مع السلطان، مع أننا نقول:
ـ الشيوخ منهم من يقف موقفاً فقهياً يظن أنه هو الصواب، وهذا اجتهاد له.
ـ ومنهم من لا يستطيع أن يجهر بالحق، لأن السيف مصلت على رقابهم.
ـ ومنهم من ينظر إلى الموازنات والمفاسد والمصالح، ويحكم حسبما يترجح لديه.
ـ ومنهم من يصدح بالحق . . ويتحمل في سبيل ذلك.
ـ ومنهم من ينافق.

إذن هم بين الاجتهاد والرأي والرأي الآخر، وإن دل هذا فإنما يدل على حيويةٍ واجتهادٍ وحريةٍ وتعددية، أليس هذا ما يدعون إليه؟ ألستم ترفضون أن تحكموا بالدين؟ فها هو الدين قد تعددت آراء علمائه . . فلماذا الخوف، ولماذا التشهير، ولماذا التعميم.
لماذا الخوف أن الدين سيحكمنا ويستبد ويضطهد . .
ولماذا التعميم أن الكل منافق . .
ثم الأدهى من ذلك؛ فإذا وُجِدَت أصواتٌ مثل القرضاوي تقدم رؤية إسلامية متقدمة متوازنة، قالوا: هذا يوظف الدين، هذا يستغل الدين، هذا يريد أن يتاجر بالدين، فإذا سكت فهو منافق، وإذا تكلم فهو متاجر . .
ولجميع الناس من حقوقيين وتجار وباعة وأميين وشبه أميين أن يتكلموا في السياسة، لكن الشيوخ لا يحق لهم أن يتكلموا في السياسة . .
ثم هل فقط طائفة الشيوخ من تنافق؟ وأنتم تقولون: لا يجوز للدين أن يتدخل في السياسة، وتريدون أن تكمموا الأفواه . .
أليس في الإعلاميين من هم أكثر نفاقاً؟
أليس في السياسيين من هم أكثر كذباً؟
أليس في الاقتصاديين والفنانين من هو أكثر نفاقاً ؟

ـ منهم من هو كذلك، كما أن فيهم شرفاء صادقون مضحون مخلصون، فلماذا لا نمنع جميع هؤلاء لأن فيهم من ينافق، ويمنع العلماء لنفاق بعضهم.
ـ نعم لا أرضى أن أقارن موقف العالم بهؤلاء، لكن العلمانيين يتناقضون . . لا يريدون للعالم أن يقف مع السلطة، ثم لا يريدون للدين أن يتدخل . . ثم إذا وقف العالم مع الحق فهو متهم، وهومتاجر بالدين . . وإذا حكم العلمانيون ضغطوا على العلماء ليستعملوهم لتبرير سياساتهم وتأييد مواقفهم.
يريدون أن يكون الشيخ أهبلاً، همُّه أن يتكلم في دماء الحيض والنفاس، أما دماء الأمة ومقدساتها وأعراضها فحكر عليهم.
والعالِم المسلم الحق أول صفة فيه: أنه السياسي . . شاء من شاء وأبى من أبى.
وستجاهد الأمة دون هذا الأمر، كما قال صلى الله عليه وسلم: (والله لن أدع هذا الأمر حتى يظهره الله أو تنفرد سالفتي).
وإذا كانت الأمة قد قدمت آلاف الشهداء على طريق الحرية، فلم ينته الطريق بعد.

ـ نعم لن نرضى عن الإسلام بديلاً . . دستوراً ومرجعية وفكراً وموجهاً.
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )، ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليماً )، ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )، ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )، ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض: غَرَّ هؤلاء دينُهم، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيزٌ حكيم )، ( وإذا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ، وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْوَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ).
إنني أدعو جميع علماء الشريعة أن لا يسكتوا في خضم هذه الثورات عن المطالبة بالحق الصريح في تحكيم شرع الله.

ـ والحجة التي قد يقابلونك بها: رضى الغرب . . والوحدة الوطنية . .
فأما الوحدة الوطنية فأي عقيدة وشريعة حفظت الحقوق وحققت العدالة كالإسلام، ومن قال: إن الإسلام سيقصي أحداً من أبناء الوطن.
وأما الغرب فنقول: إن كان الغرب يريد أن يدعمنا للحق والحرية؛ فلا يحق لهم أين يصادروا حرية الشعوب، وليس في الإسلام ما يخيف، وإن لم؛ فمتى أراد الغرب لنا الخير؟ وهل نحن في شر إلا بسبب سياسات كثير منهم فينا وعلينا ؟ وهل كانت هذه الحكومات الظالمة المستبدة إلا مرضياً عنها عند الغرب؟ وهل كانت إلا علمانية؟ وهل كانت إلا راعية لمصالح الغرب؟
فما أفسدَ حالَنا الإسلامُ، وإنما أفسد حالَنا العلمانيةُ وأهلها.
وإذا كان هناك قواسم مشتركة ومصالح متبادلة بيننا وبين الغرب؛ فلا يجوز أن تكون على حساب ديننا وعقائدنا ومبادئنا وقيمنا.
إن الذي لا يجوز أن نغفل عنه لحظة واحدة؛ أننا إنما نستنصر بالله لا بأعدائه : ( إن تنصروا الله ينصركم )، ( وإن خفتم عَيْلة فسوف يغنيكم الله من فضله )، ( إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا )، ( ... إنا لمدركون، قال: كلا، إن معي ربي سيهدين ).

بقي أن نقول إن البعض يهاجم هذه الثورات بدعوى أن نرضى بالظلم والاستبداد خير من الفساد والخراب والفتن والفوضى، فنقول: بل يجب أن يقال: إن الظلم والاستبداد هو عين الفساد والفتنة والفوضى والخراب، وأي أثر سلبي يحدث نتيجة هذه الثورات، فإنما هو أثر من آثار هذا الظلم وتراكماته والسكوت الطويل عنه، ومن ثم إنما يتحمل هؤلاء الظلمة كل الآثار السلبية التي قد تقع .
 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More