المد الطبيعي
المد الطبيعي الثابت وقفا ووصلا
إذا كان الحرف الذي يلي حرف المد متحركا دائما، وصلا ووقفا، ولم يكن همزا (تعريف المد الطبيعي)، وجب إثبات المد مقدار حركتين حال الوقف وحال الوصل. مثل:
- ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (التكاثر 1) (المثال الأول) حرف الكاف من كلمة (أَلْهَاكُمُ) مضموم دائما لذا يجب مد الألف التي تسبقه مدا طبيعيا مقدار حركتين وصلا ووقفا. كذلك ثاء كلمة (التَّكَاثُرُ) مضمومة وصلا ووقفا لذا يجب مد الألف قبلها مدا طبيعيا في كل الأحوال.
- ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ (الانسان 7) (المثال الثاني) يجب مد الواو المدية الأولى من كلمة (يُوفُونَ) مدا طبيعيا (مقدار حركتين) لأن الفاء التي بعدها متحركة دائما. أما الواو المدية الثانية من نفس الكلمة فلا تدخل في هذا النوع من المد الذي نحن بصدده (الثابت وقفا ووصلا) وذلك لأن النون التي بعدها متحركة حال الوصل وساكنة عند الوقف على الكلمة.
في كلمة (وَيَخَافُونَ): يجب مد الألف التي تسبق حرف الفاء حركتين أما الواو المدية في الكلمة فمدها الطبيعي لا يثبت إلا وصلا.
وبالنسبة لكلمة (مُسْتَطِيراً) تمد الياء المدية حركتين لأن الراء التي بعدها مفتوحة دائما.
- ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ (البينة 3) (المثال الثالث) تمد ياء (فِيهَا) حركتين وصلا ووقفا.
- ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ (القارعة 6-7) (المثال الرابع)
- ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً﴾ (العاديات 1-3) (المثال الخامس)
-------------------------------
المد الطبيعي الثابت حال الوقف فقط
يثبت المد الطبيعي حال الوقف دون الوصل في الحالات التالية:
1. أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في كلمة أخرى. نحو:
- ﴿ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ﴾ (المطففين 16) (المثال الأول) الواو المدية في آخر كلمة (لَصَالُوا) لا تمد إلا عند الوقف عليها أما عند الوصل فتُحذف لالتقاء ساكنين.
- ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ (الفجر 10) (المثال الثاني) ياء (ذِي) تمد عند الوقف على الكلمة أما عند الوصل فيُحذف المد لالتقائه بساكن في الكلمة التالية.
- ﴿فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ﴾ (النساء 176) (المثال الثالث) تمد الألف المدية في آخر (كَانَتَا) و(فَلَهُمَا) عند الوقف على الكلمة أما حال الوصل فتُحذف.
2. أن يكون حرف المد ألفا مبدلة من تنوين فتح في اسم مقصور. نحو:
- (هُدًى) في قوله تعالى ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة 2) وقوله تعالى ﴿ هَذَا هُدًى﴾ (الجاثية 11) (المثال الرابع) لا تمد الألف المدية من كلمة (هُدًى) إلا حال الوقف. ومثله (ضُحًى) (الأعراف 98)، (قُرًى) (الحشر 14)، (طوًى) (النازعات 16).
3. أن يكون حرف المد ألفا في اسم منصوب، ويسمى مد العِوَض. نحو:
- (عَلِيماً) و (حَكِيماً) في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً﴾ (الانسان 30) (المثال الخامس) تمد الألف المدية في (عَلِيماً) و(حَكِيماً) عند الوقف على الكلمة فقط. فإذا تلوت الآية ووقفت على آخرها وجب مد ألف (حَكِيماً) مدا طبيعيا مقدار حركتين وعدم مد ألف (عَلِيماً) لوصلها.
4. إذا كان حرف المد في الأصل نونا رسمت تنوينا. نحو:
- (لَنَسْفَعاً) في قوله تعالى ﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ (العلق 15) (المثال السادس)
5. إذا كان حرف المد ألفا متطرفة في الكلمات السبع التالية. نحو:
- (أَنَاْ) كما في قوله تعالى ﴿وَلَا أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾ (الكافرون 4) (المثال السابع)
- (لَّكِنَّا) في قوله تعالى ﴿لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً﴾ (الكهف 38) (المثال الثامن)
- (الظُّنُونَا) في قوله تعالى ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ (الأحزاب 10) (المثال التاسع)
- (الرَّسُولَا) في قوله تعالى ﴿يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ (الأحزاب 66) (المثال العاشر)
- (السَّبِيلَا) في قوله تعالى ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ (الأحزاب 67) (المثال الحادي عشر)
- (قَوَارِيرَا) في قوله تعالى ﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا﴾ (الانسان 15) (المثال الثاني عشر) كلمة (قَوَارِيرَا) المقصودة هنا هي التي في آخر الآية 15 من سورة الإنسان. أما كلمة (قوارير) الواردة في الآية 44 من سورة النمل، والآية 16 من سورة الإنسان، فليس في آخرها ألف مدية لا وصلا ولا وقفا.
- (سَلَاسِلَاْ) من قوله تعالى ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَاْ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً﴾ (الانسان 4) (المثال الثالث عشر) عند الوقف على كلمة (سَلَاسِلَاْ) يجوز إثبات الألف ومدها مقدار حركتين ويجوز أيضا حذفها والوقف على اللام. أما عند الوصل فتحذف الألف المدية آخر الكلمة.
يوضع صفر مستطيل قائم فوق الألف المدية في هذه الكلمات السبع، عند ضبط المصاحف، للدلالة على زيادتها وصلا لا وقفا.
-----------------------------
المد الطبيعي الثابت حال الوصل فقط
يثبت المد الطبيعي حال الوصل دون الوقف في الحالات التالية:
1. مد الصلة الصغرى: إذا كانت هاء الضمير (وهي الهاء التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر) متحركة بين متحركين، ولم يكن بعدها همز، وُصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها.
فإذا كانت الهاء مضمومة وُصلت بواو مدية تُمد، حال الوصل، مدا طبيعيا مقداره حركتان. وإذا كانت الهاء مكسورة وصلت بياء مدية مقدارها أيضا حركتان، وذلك عند وصلها فقط. أما في حالة الوقف فتكون الهاء ساكنة لا مد فيها. وهذه بعض الأمثلة:
- ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ﴾ (الإخلاص 4) (المثال الأول) تُقرأ (لهو كفوا)، إذ لا بد من صلة هاء (له) بواو مدية مقدارها حركتان، وذلك عند وصل (لَّهُ) بـ(كُفُواً).
- ﴿فَأَثَرْنَ بِهِي نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِي جَمْعاً﴾ (العاديات 4-5) (المثال الثاني) تقرأ (بهي نقعا) (بهي جمعا) يتم وصل هاء (به) في الموضعين بياء مدية مقدارها حركتان.
- ﴿إِنَّهُو كَانَ فِي أَهْلِهِي مَسْرُوراً﴾ (الانشقاق 13) (المثال الثالث) في حالة الوصل يجب صلة هاء (إِنَّهُو) بواو مدية مقدارها حركتان وهاء (أَهْلِهِي) بياء مدية مقدارها أيضا حركتان.
انظر الباب الخاص بمد الصلة.
2. إذا كان حرف المد قبل الحرف الأخير في الكلمة، ففيه مد طبيعي عند الوصل. أما عند الوقف فإنه يصبح مدا فرعيا عارضا للسكون. مثل:
- ﴿إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِـيـرٌ بَصِـيـرٌ﴾ (الشورى 27) (المثال الرابع) عند وصل (خَبِـيـرٌ) والوقف على (بَصِـيـرٌ) تمد الياء المدية في (خَبِـيـرٌ) مدا طبيعيا، في حين يُعد مد الياء في (بَصِـيـرٌ) مدا عارضا للسكون لا يدخل في هذا الباب. أما إذا وصلت كلمة (بَصِـيـرٌ) بما بعدها أصبح مد الياء فيها مدا أصليا.
- ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّـارٍ شَكُـورٍ﴾ (ابراهيم 5) (المثال الخامس) عند وصل (صَبَّـارٍ) تمد الألف المدية مدا طبيعيا أما حال الوقف فيصبح مدا عارضا للسكون. كذلك بالنسبة لـ(شَكُـورٍ) يكون المد طبيعيا فقط حال الوصل. فإذا وصلنا (صَبَّـارٍ) ووقفنا على () كان مد (صَبَّـارٍ) أصليا مقداره حركتان وكان مد (شَكُـورٍ) مدا عارضا للسكون.
---------------------
المد الطبيعي الحرفي في فواتح السور
الحروف التي وردت في فواتح السور أربعة عشر حرفا يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر). ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:
1. الحروف التي يكون هجاؤها على حرفين وهي خمسة أحرف مجموعة في (حي طهر) وتهجى هكذا: حا، يا، طا، ها، را،
2. الحروف التي يكون هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد وهي مجموعة في قولك (سنقص لكم): سين، نون، قاف، صاد، لام، كاف، ميم.
3. ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين. وهو حرف واحد (ع) ويُهجى: عَيْن
4. ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف ليس أوسطها حرف مد ولا لين. وهو حرف الألف فقط.
أما حروف القسم الأول (حي طهر) فتمد مدا طبيعيا مقدار حركتين ويسمى المد الطبيعي الحرفي أو مد الألفات. نحو:
- ﴿حم﴾ (المثال الأول) تمد الحاء عند هجائها مدا طبيعيا.
- ﴿كهيعص﴾ (مريم 1) (المثال الثاني) تمد الهاء والياء مقدار حركتين.
- ﴿طه﴾ (طه 1) (المثال الثالث) تمد الطاء والهاء مقدار حركتين.
- ﴿الر﴾ (المثال الرابع) تمد الراء مدا طبيعيا مقداره حركتان.
وأما حروف القسمين الثاني والثالث فلا يدخلان في باب المد الطبيعي وإنما في باب المد الفرعي كما سيأتي بيانه.
وليس في القسم الرابع (الألف) مد.وذلك كما في ﴿الر﴾ (المثال الرابع)