بلال بن رباح





بلال بن رباح (1) (20 هـ)
بِلال بن رَبَاح الحبشي: المؤذن. مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه اشتراه من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد، فأعتقه، فلزم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأذن له وشهد معه جميع المشاهد وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح. كان من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله، شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - على التعيين بالجنة. وفي كنية بلال ثلاثة أقوال: أبو عبدالكريم وأبو عبدالله، وأبو عمرو وكان تِرْب أبي بكر رضي الله عنه. ومناقبه كثيرة مشهورة. مات في الشام زمن عمر رضي الله عنه سنة عشرين.
موقفه من المشركين:
- عن عبدالله بن مسعود قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في
__________
(1) الإصابة (1/326-327) والحلية (1/147-151) والبداية (5/333 و334) وشذرات الذهب (1/31-32) ومجمع الزوائد (9/299 و300) والوافي (10/276) والعقد الثمين (3/378-380) والاستيعاب (1/178-182).
الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد. (1)
قال ابن إسحاق: ثم إنهم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه. فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة، إذا اشتد الحر من استضعفوه منهم يفتنونهم عن دينهم، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبهم، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم. فكان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح، مولد من مولديهم وهو بلال بن رباح، واسم أمه حمامة، وكان صادق الإسلام، طاهر القلب. وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتعبد اللات والعزى، فيقول وهو في ذلك: أحد أحد. (2)
"
التعليق:
كانت هذه المواقف الخالدة لبلال من أفضل المواقف التي تحدث بها الكبير والصغير والصبي والمرأة، وعرفته الأجيال قبلنا وستعرفه الأجيال من بعدنا إن شاء الله، وستبقى هذه المواقف أنموذجا يقتدي به كل سلفي يدعو إلى عقيدة التوحيد الخالصة، لا إلى الذين يريدون المداهنة مع المشركين
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/150). قال البوصيري في الزوائد: "إسناده ثقات".
(2) البداية والنهاية (3/55) والإصابة (1/327).
والمبتدعين، ويتهمون الذين يجهرون بعقيدة التوحيد أنهم متشددون، فهذه مواقف صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعهم الرسول مع المشركين؟!

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More